سورة النساء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


الذين هادوا: اليهود. اسمع غير مسمع: اسمع غير مجاب إلى ما تدعوا اليه. راعنا: انظُرنا، وهي توافق كلمة سبٍّ في لغتهم. أقوم: أعدل.
من اليهود فريق يحرّفون الكلام عن معناه بالتأويل أو الحذف أو التبديل، وهو أمر أجمعَ عليه أهل النظر من الغربيين. يقول مارتن لوثر في كتابه: اليهود وأكاذيبهم هؤلاء الكذّابون الحقيقيون مصاصو الدماء، الذين لم يكتفوا بتحريف الكتاب المقدّس من الدفة إلى الدفة، بل ما فتئوا يفسّرون محتوياته حسب أهوائهم وشهواتهم.
فتحريف التوراة حاصل باعتراف النصارى أنفسهم، ولذلك عندما يقول القرآن شيئاً فإنه يكون حقاً لا شُبهة فيه.
ويقول اليهود في أنفسهم للنبيّ الكريم: سمعنا بالقول وعصَينا الأمر. اسمعْ كلامنا لا سمعتَ دعاء يدعون بذلك على النبي. ويقولون {اسمع غير مسمَع} فيسوقون اللفظ ومرادُهم الدعاءُ عليه، ويوهمون أن مرادهم الدعاء له ويقولون، راعِنا، يلوون بهنا ألسنتَهم يوهمون أنهم يريدون {انظُرنا} فيُظهرون أنهم يطلبون رعايته ويُبْطنون وصفه بالرعونة لمجرد السبّ والشتم.
ولو أنهم استقاموا وقالوا {سمعنا وأطعنا} بدل قولهم {سمعنا وعصينا}، وقالوا {اسمَع} دون ان يقولوا {غير مسمَع}، وقالوا {انظُرنا} بدل {راعِنا} لكان ذلك خيراً لهم وأصوبَ، لما فيه من الأدب والفائدة وحسن العاقبة، ولكن الله طردهم من رحمته بأعراضهم عنه، فللا تجدُ منهم من يستجيبون لداعي الإيمان إلا عدداً قليلا.
وصدق الله. فلم يدخل في الإسلام على مر القرون الا قليل من اليهود، ممن قَسَم الله لم الخير، وأراد الهدى. أما أغلبهم فقد ظلّوا حرباً على الإسلام والمسلمين، منذ كانوا في المدينة إلى يوما الحاضر. هذا مع أنهم لم يجدوا أمةً تحفظهم وتصون حقوقهم كالمسلمين. ولم يعيشوا في أمانٍ إلا في ظِل الإسلام ولا يزالون كذلك حتى الآن في كثير من البلاد الاسلامية.


الكتاب: التوراة. الطمس: إزالة الأثر بمحوهِ أو إخفائه. ومنه الطمس على الأموال في قوله تعالى: {رَبَّنَا اطمس على أَمْوَالِهِمْ} أي أهلكها وأزِلها، والطمس على الأعينِ محوُ نورها. {وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ} [يس: 66].
يا أيها الذين أوتوا الكتاب، والمقصودُ اليهودُ الذين كانوا حوالي المدينة، والخِطابُ عام لجميع أهل الكتاب، آمِنوا بما أنزلنا من القرآن على محمد. فقد جاء مصدّقاً ومحققاً لما معكم، فآمِنوا به قبل أن يحلّ بكم العقاب الذي تُمْحَى به معالم وجوهكم، ونسلُبها وجاهتها، كما نعمّي عليكم السبل كما نبصّر المؤمنين بشؤونكم ونغريهم بكم. بذلك يكون سعيكم إلى غير الخير، أو نطردكم من رحمتنا كما لعنّا الذي خالفوا أمرنا بمزاولتهم الصيدَ يوم السبت، وكان قضاء الله نافذاً لا مردَ له.


افترى الكذب: اخلتقه، وأصله من الفَرْي وهو القطع.
في هذه الآية الكريمة تهديد كبير، وأمل عظيم ورجاء مفتوح.. تهديدٌ لمن يقترف جريمة الشِرك، فالله لا يغفر ذلك أبداً، لأن الشرك انقطاعُ ما بين الله العباد، فلا يبقى لهم معه أمل في المغفرة.. وفيها أمل عظيم يفتح أبواب رحمته تعالى كلّها لما دونَ الشِرك من الذنوب، فكل ذلك يغفره الله، ما دام العبد يرجوا مغفرفته، ويؤمن انه قادر على أن يغفر له. وهذا منتهى الأمر في تصوير الرحمة لا التي لا تنفَد ولا تحدّ.
{وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً}
ومن يجعل لغير الله شِركة مع الله فقد اخترع ذنباً الضرر، تُستصغَر في جنب عظَمته جميع الذنوب والآثام، ومن ثم لا يستحق صاحبه الغفران.

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15